أخبار عالم البحارمختارات صياد عجوز

صيادون يروون حكاياتهم مع “القراض” السمك القاتل

هل طقس اليوم مناسب للصيد ؟

يصنف القراض بإنه سمك قاتل ومميت يتسبب الصغير منه في وفاة من يأكله، أما الكبير يتم تنظيفة بطريقة متخصصة حتى لا يقتل آكله، وخلال الفترة الأخيرة زادت أعداده في البحر المتوسط وكبر حجمة حتى بدأ يهاجم الأسماك بجميع أنواعها ويفترسها ويهاجم المراكب ويقطع شباكها بأسنانه التي تشبه مشط الحديد، إلى أن تحور وأصبحت الأحجام الضخمة منه تقترب من الصيادين أنفسهم وتحوم حولهم وتهاجم بعضهم في ظاهرة غريبة.

يقول محمد نبيل، صياد سمك، “خلال قيامي بالصيد بالبندقية وكنت أرتدي بدلة غطس بنظام الصيد بالهربون “البندقية”، تمت مهاجمتى من قِبَل سمكة قراض كبيرة بطول قدمي منذ أيام وبعد سباحة لمدة ساعة ونصف فى منطقة تل العيس بالعلمين”.

ويتابع “كانت أول مرة لي هناك وتهت عن 2 من زملائي صيادين، ومعي سمك شرغوش في المشك العائم، وبينى وبين سمكة القراض حوالي ٣ أمتار، فوجئت بشد قوي في المشك فالتفتت لأرى إن كان أحد زملائي وجدنى ويمزح معي، ولكن الصدمة هي أن سمكة قراض ضخمة وزنها أكثر من 7 كيلوجرامات، تُهتك الشرغوش وقطعت المشك ثم استدارت نحوى وهاجمتني متجهة مباشرة ناحية الرقبة والصدر ولولا ستر الله وحده لحدث ما لا يُحمد عقباه”.

ويضيف نبيل: “وجهت لسمكة القراض بندقيتي عندما رأيتها لأدفعها فى بطنها بقوة بدون إطلاق للسهم حتى تُجرح فيهجم عليها ما معها من فصيلتها وابتعد عنهم خلال ذلك حسب نصيحة زميلي -الحسينى منصور- وعندما هاجمتنى بسرعة ضربتها بالسهم فى يسار بطنها وأخذت تحاول الوصول لي وأنا أدفعها بعيدًا عني وأحاول تمزيق بطنها قدر الإمكان وأنا مذهول من هجومها المفاجئ حتى اتجهت بعيدا عنى فخرج منها السهم وابتعدت”.

ويكمل: “سرعان ما فوجئت بسمكة أخرى كانت معها ظلت تدور حولي حتى ضربتها بالسهم في بطنها هي الأخرى وانصرفت وراء الأولى فقررت إنهاء الغطسة لأنني وحدى بعيدًا عن الشاطئ، ولا اطمئن على نفسي في حالة هجوم آخر، وتوجهت للشاطئ”.

وأوضح نبيل، أن سمك القراض انتشر في البحر بسبب منع المسؤولين صيده، ما أدى إلى زيادته، والحل بعمل مسابقات للصيادين لصيده بكميات كبيرة مقابل مكافآت يحصلون عليها أو منح تصاريح مجانية للصيد، ويتم صيد كميات كبيرة وإعدامها أو دفنها، موضحًا أن سمك القراض يأكل أي شيء في البحر ويمثل خطورة.

ويشارك في الحديث وليد طلعت نصيف، صياد سمك بمطروح، قائلًا: “القراض يهاجم الغطاسين في البحر ويأكل منهم السمك، ويقطم الرصاص والحبال بأسنانه الحادة، فهو سمكة شرسة متوحشة ودموية، ولديها برود ولا تخاف من أحد، ولابد أن تشجع هيئة الثروة السمكية صيدها، قبل أن تدمر الثروة السمكية، وممكن أن تتسلم من الصيادين طن القراض 5 آلاف أو 10 آلاف جنيه، وهي تتخلص منها بمعرفتها، لأنها مع تركها لهذا النوع من الأسماك أحدثت خلل بيئي في البحر وتتزايد أعدادها وأحجامها يومًا بعد يوم، وستأكل كل السمك في البحر، وانتشرت في كل مكان حتى الملاحات نجدها فيها”.

ويقول عمرو الخواص، خلال صيدي في ميناء الحمراء في الساحل الشمالي بالعلمين ظهرت سمكة قراض وأكلت السمك الذي اصطدته، وهاجمنى 6 أسماك آخرين وتمكنوا من أخذ السمك مني، فهي سمكة لئيمة جدًا، وتتكاثر في أماكن لا يعرفها أحد، وهي في الأصل موجودة في البحر الأحمر، وتهاجم السمك وتتغذى عليه، خصوصًا السمك الذي ينام في المياه ليحصل على الراحة مثل سمك القاروس والدنيس والوقار،

كما أنها تأكل أمهات السمك، ومن المفترض أنها تتغذى على الطفيليات والقشريات، هذا شيء خطير جدًا ولحمها، به نسبه عاليه من الرصاص يؤثر سلبا على قلب الانسان، حتى ولو نظفها من السم الكائن فى بطنها، فالرصاص يؤثر على الدم ويصيب الانسان بعدوى بكتيرية.

وحسب محمد عوض، من كبار الصيادين فى مطروح والإسكندرية، قال  إن سمكة القراض وفدت إلى مصر عبر ناقلات البترول التي تملأ خزاناتها بالماء لتوازن الحمولة، وتفرغها في مكان آخر، فينتقل صغارها مع الماء إلى بيئه جديدة، وبيئة البحر المتوسط يناسبها تمامًا، من حيث درجة الحرارة، وانتقلت أيضًا مع العوالق والنفايات مثل أكياس البلاستيك وما شابهها،

ولا يمكن أن نغفل دور قناه السويس في تسهيل مهمة إنتقالها، مثلما ساعدت في انتقال أسماك كثيره لم تكن موجودة، منها على سبيل المثال، سمكة الترامب فيش، أو أبوزمارة، وتسمى أيضا الشفاط، وسبقهم بوقت طويل، سمكة البطاطا، فلم تكن موجوده قبل أكثر من 60 عامًا،

والقراض وجد البيئة المناسبة بالبحر المتوسط، فتكاثر بسرعة رهيبة من حيث المناخ، ووفرة الغذا، الذى ساعده فيها بعض الممارسات الخاطئه، كالصيد بالديناميت ووجود شباك صيد توفر له وجبه سهلة أحجامه زادت، وهي سمكه لا تخشى شيئًا، أسنان قوية، ولحمها سام فلن تستطيع سمكة أخرى التهامها، وخطورتها عندما لا تجد ما تأكله مع كثرتها، فبدأت بمهاجمه بعض الغواصين، للحصول على الأسماك منهم، ونخشى أن تهاجم الغواص نفسه، أو مرتادى الشواطئ، إذا استدعتها ظروف قلة المتوفر من الغذاء”.

وقال الدكتور محمد يوسف مدير عام الطب الوقائي بمديرية الصحة بمطروح إن سمك القراض كان منذ عامين جزء منه سام ولكن الآن أصبح جسمه كله سام، وأكله يؤدي إلى الوفاة على الفور، وذكر أن مديرية الصحة بمطروح تقوم من خلال مراقبة الأغذية، بحملات مستمرة على الأسواق وضبط أي أسماك للأقراض، وتحرير محاضر على الفور بذلك وتحويلها للنيابة العامة، ويتم حبس أي بائع يضبط بسمك القراض،

مضيفًا أنه لا يوجد أحد يبيع هذا النوع من السمك في الأسواق والمحلات، ولا يقدر أحد على بيعها لأنها سمكه مميته، ولكن ما يحدث هو صيد بعض الهواة للقراض دون أن يكون على دراية بخطورتها، ما يؤدى إلى تسممه وتعرض حياته ومن يأكل منها للموت وهي حالات فردية، كما أننا نشن حملات للتوعية بخطورة سمك القراض على صفحة المديرية وننشر لها صور بمخاطرها ليعرف المواطنين بها.

وأكدت الدكتورة سوزان خليفة رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في تصريح خاص أنه سيتم تشكيل فريق بحث من المعهد لدراسة مشاكل سمك القراض في البحر المتوسط خصوصًا أمام سواحل محافظة مطروح الممتدة بطول ما يقرب من 500 كيلومترًا، ما يعادل نصف سواحل مصر الشمالية، وسندفع بفريق التدخل السريع والتواصل مع الصيادين للتعرف على تفاصيل ما يسببه سمك القراض في البحر ومدى خطورته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *