في عام 1936 بنت الولايات المتحدة الاميركية سد هوفر على نهر كولورادو Colorado River، على الحدود بين ولاية نيفادا Nevada وأريزونا Arizona.
فكان هذا العمل الضخم علامة سوداء فارقة في الحياة البيئية بالنسبة لقرى خليج كاليفورنيا، فعلى الرغم من أن مدينة لاس فيغاس ازدهرت بفضل بناء السد،
إلا أن مياه نهر كولورادو لم تعد تصل الى الأراضي المكسيكية بسبب الاستخدام المفرط لمياه نهر كولورادو، ما سبب جفافاً رهيباً في دلتا النهر،
الأمر الذي كان له أثره على كل الحيوانات في منطقة خليج كاليفورنيا، ومنها أسماك التوتوبا totoaba، التي تعتبر تجارتها أكثر ربحاً من تجارة المخدرات لذلك لقبت ب “كوكائين البحر”.
ستسأل معنا ماهي هذه السمكة التي يبلغ ثمن الكيلو غرام الواحد منها ثمن كيلوغرام ونصف من الكوكائين النقي؟
إنها سمكة الــــ الكورفينا البيضاء أو, totoaba المكسيكية!!!
اكتشفها المهاجرون الصينيون في خليج كاليفورنيا، أواخر القرن العشرين، وتُعرف أيضاً باسم الكورفينا البيضاء Corvine white موطنها الأصلي خليج كاليفورنيا، يمكن أن يصل طولها الى مترين، في حين أن وزنها قد يصل الى 150 كغ ويمتد عمرها إلى 20 عاماً.
اشتهر الآسيويون الموجودون في الولايات المتحدة الاميركية، بطبخ مثانة تلك الأسماك swimbladder -The buche للأثرياء من كل أنحاء العالم، الذين كانوا يدفعون في كل صحن حساء مبلغ 1500 دولار، وذلك بسبب فوائدها الصحية الكثيرة ومنها:
فوائد أسماك التوتوبا totoaba أو كوكايين البحر
أنها تقوي القدرة الجنسية بشكل مذهل، وتخفض الكولسترول، كما تخفف آلام الولادة، و تقلل من آلام المفاصل، إضافة الى أنها تحسن الدورة الدموية، تجدد البشرة ولها دور أساسي في إطالة الشباب.
وهي من الأنواع المهددة بالإنقراض بحسب القائمة الحمراء للإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) )، حيث تذكر أنه في عام 1942 كان يمكن الحصول على ما يصل إلى 2270 طن سنويا، من هذه الاسماك، في حين لم يصطادوا عام 1975 أكثر من 59 طن، أي حصل انخفاض رهيب بنسبة 95 بالمئة، وما يزال الرقم مستمراً بالانخفاض .
تهدد عملية الصيد الجائر لهذا النوع من الأسماك بشكل تلقائي نوعاً آخراً من المخلوقات البحرية بالإنقراض، كونه يتغذى على هذا النوع من الأسماك، ألا وهو) vaquita marina) يطلق عليها باللغة العربية “خنزير البحر”، وهي من عائلة الحيتان ذات الأسنان، لا بل أصغر منها حجماً، حيث لايزيد طولها عن متر ونصف المتر، ووزنها لا يزيد على أربعين كيلو غراماً، حيث لم يبق منها في بحار العالم كلها سوى أربعين كائناً ، ما استدعى من الحكومة المكسيكية قبل عامين فرض حظر نهائي على صيد هذا المخلوق البحري.
ويمثل صيد أسماك Totoaba مصدرالرزق الأساسي لكثير من سكان القرى في منطقة خليج كاليفورنيا، بما في ذلك سان فيليبي وبورتو بيناسو، ما يجعلهم أثرياء جداً، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منها مايفوق الأربعين ألف دولار أميركي.
وفي عام 2013 وحده تم ضبط أكثر من 17 طنا من أسماك الــ “توتوباtotoaba ” المنزوعة المثانة والمرمية في المياه، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة البحرية المكسيكية (SEMAR).
بجهود منظمات البيئة وحماية الحياة البحرية في العالم كله، استطاعت المكسيك في أيلول/سبتمبر عام 2016، الحصول على تواقيع 183 بلداً عضواً في اتفاقية التجارة الدولية حول الأنواع المهددة بالإنقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES) من أجل حمايتها، وطالبتها بالتعاون للحد من الصيد ومكافحة الاتجارعلى مستوى العالم بأسماك totoaba.